روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | هل بعد إجرام أبي.. من إجرام؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > هل بعد إجرام أبي.. من إجرام؟


  هل بعد إجرام أبي.. من إجرام؟
     عدد مرات المشاهدة: 2143        عدد مرات الإرسال: 0

أود أن أطرح عليكم مشكلتي رجاء أن أجد لها حلا لديكم وأسأل الله أن يرزقكم الصبر.

دكتور: أنا فتاة تجاوزت الخامسة والعشرين وأعاني من عدة أمور تجعلني أفكر في اعتزال الناس وترك الحياة الاجتماعية

والدي رجل لا يخاف الله فينا، منذ طفولتي وأنا أضرب بشتى وسائل الضرب (أسلاك، خيزرانات، سعف النخيل.

وصفع بالوجه حتى انحولت احدى عيني واضطررت لاستخدام مقويات في صغري، واستمر ضربه لي ولأخوتي حتى نتبول في ساعات كثيرة نتيجة هذا الضرب المبرح وأثناءه)

ولو سألتني يادكتور عن أسباب هذا الضرب ودوافعه فليس سوى أننا لا نستجيب للأخطاء التي يفرضها علينا فمثلًا:

يطلب منا أن نستجيب له عندما يأمرنا بتقبيل قدم أحد أقربائنا امامه....بعضنا يرفض والبعض الآخر يستسلم لأنه سيجد الويل

وأحيانا يتحدث عنا أحد الناس بسوء...فيصدقهم وننكر وندافع عن أنفسنا لكنه لا يستجيب بل ينهال علينا ضربًا وأحيانًا لا نرغب في أكلات معينه لأنها تؤذينا وعند رفضها ينهال علينا ضربًا ويمنعنا من الذهاب للمدرسة ومن أداء واجباتنا

استمر ضربه لي لمدة 25 عاما والآن توقف لأنني أصبحت أستجيب وأتحاشاه لكن البقية يستمر في ضربهم بشكل عنيف جدًا حتى أرحمهم _ تعرضنا للتحرش الجنسي أنا وإخوتي من قبله.

وكنا عندما نهرب أو نرفض يمنعنا من المدرسة التي كانت خلاصنا من بؤسه وراحتنا

واستمر الى يومه هذا وكلما هربنا أو انفعلنا أو غضبنا أو بكينا بسبب تصرفاته يصفعنا ويكسر أصابعنا ويربطنا بالحبال _ من أساليب التعذيب التي كان يستخدمها (كان يأتي بالفلفل الحار ويفركه في عيوننا ومناخيرنا وشفاهنا حتى تلتهب بشرة الوجه

ونبقى هكذا يوما كاملًا نعاني ونبكي من الألم والأسباب بسيطة لا تستدعي كل هذا التعذيب من هذه الأسباب مثلًا: أن نخطئ مع الجيران أو نكسر زجاجا خطأ أو ماشابه، أو نقول لا.

تعرضت للحرق أيضًا فقد حرق لي اصبعي الابهام وأنا في صغري بسبب أنني كنت أرضعها إذا لم اجد حليب من أمي والآن تشوهت اصبعي وانتفخت اعترف لنا ذات يوم أنه لن يسمح لأحدنا بمواصلة دراسته أيًا كانت لأنه لا يرغب في أن نكون أفضل منه علما

فكان يمنعني من الذهاب ويأخذ حقيبتي ويضعها في خزانته وابكي حرقة لأن المعلمة لن تعيد لي الاختبار ولن تعذرني مهما اشتكيت وكان أحيانا اخرى يفرض علي أشغالًا شاقة حتى لا أستطيع المذاكرة، وإن ذاكرت أو سهرت ليلًا ضربني حتى أهلك

حرمنا من المصروف المدرسي مع انه كان مقتدرا، وكنت اضطر إلى أن استخدم أي بقايا من آلات إخواني القديمة حتى يسير الحال ويمشي وانجح في دراستي نجحت بصعوبة جدًا، حاول أن يقطع كتبي، ويكتب فيها اسماء أولاد حتى تشك بذلك معلماتي فيفصلونني لكن الله كان معي

كان لا يوصلناإلى المدرسة وكانت بعيدة فنضطر للذهاب مشيًا، وتعرضنا لأحيان كثيرة إلى الخطف والخوف والسير في الظلام أيام البرد لسنين طويلة دائمًا يهيننا ويذلنا ويجعلنا خدمًا للناس ويصفنا بأبشع الأوصاف ويشبهنا باوضع الناس أمام الناس (هذه السافلة، هذه الكلبة هذي الواطية، أنت قذرة، لعنة الله عليك)

مع أننا لم نفعل شيئًا يستحق كل هذا، فلم نكن متمردين أو أناسًا غير أسوياء، بل مسالمين احدى أخواتي اصيبت بحالة نفسية، والأخرى أصبحت عدوانية، وأخي تزوج وترك لنا البيت وحلف ألا يعود وأنا الآن لم اعد أستطيع ان أختلط بالناس

كلما فكرت إحداهن بزيارتي أخشى أن يتهجم علي أمامها

فأضطر للاعتذار أكثر من مرة وكلما ارادت إحداهن محادثتي اعتذر في الغالب، لأنه يأخذ جوالي الذي اشتريته من مالي الذي أجمعه منذ سنوات، وقد يرد عليها فيهينها

وأحيانًا قد يتصلن بالثابت فيراني أكلمها فيصدر أصواتًا كصوت التقبيل حتى تشك البنت في نزاهتي يكسر جوالاتنا والحاسبات الشخصية مع أنه لم يدفع فيها فلسًا واحدًا وذلك لأنه يغار من تحصيلنا الدراسي

أمواله يبذرها للناس ولمن يمدحونه ويجلونه ويأتي ليحاسبنا على ذلك تشكلت شخصيتي تبعًا لذلك، فأصبحت خجولة وأتحاشا المواجهة مع الناس، قد اركب الباص ليوصلني للمنزل وأستحي أن أصف له البيت

أصبحت أكره جميع الناس وبالذات الرجال فإنهم في نظري مجرمون، إذا سمعت كلمة طيبة من إحداهن اندفعت اندفاعًا إليها أراسلها وأرغب في إرضائها حتى تمل وتسأم وتشك بأن بي مرضًا أو شيئًا غريبًا فتتركني

لا أقول لا أبدًا لأي أحد حتى إن تكلفت أشياء عظيمة أو استدنت أو تورطت، المهم أن لا يزعل مني أحد أصبت بالخوف فلا أقدر أن أدافع عن نفسي لأنني أخشى الاعتداء

إذا أحببت فلانة أوفلان يصبح حبه مرضًا

اخشى أن اجتمع معه أو أن اكلمه أو أواجهه لأنه سيكتشف عني هذه الأشياء وسيتركني إذا سمعت كلمات مؤذية أو جارحة اضحك، ثم أعود للمنزل وقد امتلأت حقدًا على من قال وأتصل بفلانة وفلانة وفلانة لأفرغ هذا الألم وهكذا استمرت حياتي على هذا المنوال

والدي ملأ البيت جوًا من الانحراف، يشاهد الأفلام الخليعة ويتحدث عن ذلك عيانا وأصبح هذا ديدننا في البيت حتى كرهت الحياة ويعلم إخوتي الصغار ويوجههم توجيهات جنسية أمامنا ولا حول ولا قوة إلا بالله

أصبحت منفعلة للغاية، وأغطس في كآبة عميقة وأشعر بضيق شديد، وأفهم الأمور خطأ، ونظرتي للكل انهم عدوانيون لا أعلم ماهي حدود الصداقة ولا من اصادق وكيف تكون صداقتي لا أدري هل الذي أفعله صحيحًا أم خطأ

أحيانا أبحث في الكتب عن حل لمشاكلي فأجد حلا واستخدمه لكنه لا يكون مناسبًا فأتورط وأتورط كثيرًا يشتشيرني بعضهم فاشير عليه من وجهة نظري فيتورط هو الآخر

أصبحت ذليلة ومهانة وبلا شخصية، مرة أشعر بأني هستيرية ومرة تجنبية، ومرة لا أرغب في الحديث مع أحد مايفعله الناس أفعله ومايتركوه اتركه شخصيتي متقلبة جدًا فإذا أحببت شخصية تبعتها وتبعت ماتفعل دون أن أفكر ولا ادري كيف افكر

اجد نفسي اوضع من الناس وأقل قدرًا منهم وأتحين وأترقب كلمة لطيفة منهم لا يفهمني أحد لذا يادكتور أرغب في الحصول على علاج نفسي وأنا لا استطيع الذهاب للعيادة النفسية لأن ابي سيقتلني، وإخوتي لن يوافقوا على ذلك البتة ولن يوصلني أحد

وارغب في الحصول على نصائح تخرجني مما أنا فيه بارك الله لكم ومن فرج عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة

عزيزتي أم يوسف:

كررت قراءة رسالتك مرات عدة لأستوعب الكم الهائل من المعاناة التي وصفتيها.

وكنت أتمنى أن أتواصل معك وأستفسر من بعض الأمور الهامة.

أولها: أين أمك؟؟

وأنت تقولين لدي أخوة صغار أي أن أمك قد تكون موجودة، فأبن هي من كل مايحدث!!!!

ثانيها: رسالتك تركزت على وضف أنواع المعاناة التي لاقيتيها من والدك أنت وإخوتك ولكن مالفت انتباهي وجعلني أفكر كثيرا قولك (وتعرضنا لأحيان كثيرة إلى الخطف والخوف والسير في الظلام أيام البرد لسنين طويلة).

وهو كلام غير منطقي خاصة أنك كتبت تعرضنا لأحيان كثيرة للخطف!!!! ويحتاج إلى تفصيل!!!

وبعد تجاوز هذه التساؤلات.

ووفقا لوصفك تتعرضين أنت وأخوتك لصور متعددة من العنف السري ويمكنكم اللجوء للجهات المختصة لإنقاذكم من هذا الوضع ومن أهم الجهات المختصة برنامج الأمان الأسري وهي جهة مختصة لحماية أفراد الأسرة من التعرض للعنف.

من جانب آخر سأركز في ردي على موضوع معاناتك وكيف تتعاملي مع الوضع.

بداية: لديك تميز في وصفك لكل ما تعانيه وإدراكك بوعي لمشكلتك، وهذا بحد ذاته يعتبر نصف الحل، فكلما كان الفرد واعيا بحاله وقادرا على تحديد مشكلته تمكن من الوصول لحل لها.

كما أن لديك تميز أيضا في استخدام الألفاظ التي تدل على وعيك وثقافتك في علم النفس وهذا أيضا يسهل العلاج.

وقد ذكرت بنفسك بعض الحلول منها أنك تتحاشين عنف والدك من خلال طاعته، وبالتأكيد طاعته في حدود المقبول شرعا وعرفا.

كما ذكرت تحليلا لمشكلتك بشكل عام فمن خلال معاناتك من عنف والدك وافتقادك للأمان وتكون اتجاه سلبي لديك تجاه الرجال، أصبح تفاعلك مع زميلاتك بعاطفة متأججة قد تفهم بطريقة سلبية، كما أنك تخشين فقدان محبة الآخرين لك فتقدمين العطاء والدعم لهم بلا حدود حتى وإن كنت غير قادرة على هذا العطاء أو كان مجهدا ومكلفا.

لذلك أقترح عليك ما يلي:

1- أن تعيشي حاضرك وتتجاوزي التفكير في الماضي خاصة أن والدك توقف الآن عن ضربك

2- أن تدربي نفسك على التوازن في إظهار مشاعرك واهتمامك بالآخرين وخاصة صديقاتك حتى لا تفهم تصرفاتك بشكل آخر

3- أن تقرئي عن موضوع توكيد الذات وتقدير الذات ولا تقدمي نصائح للآخرين بل ركزي على أن تتعلمي وتطبقي ما قرأته وتعلمته لتحسين وضعك.

4- أن تشغلي وقتك بما هو مفيد كالالتحاق بدار تحفيظ القرآن الكريم ليكون لك مجتمع آخر إيجابي ولتشعري بالانجاز

5- أن تلجئي إلى الله بالدعاء ولزوم الاستغفار ليجعل الله لك من كل هم فرج

الكاتب: أ. ريما عبد الرحمن الهويش

المصدر: موقع المستشار